دراسة مقارنة لمركز التميز في التعلم والتعليم بجامعة الملك سعود مع مراكز الجامعات المرجعية
لمزيد من المعلومات انقر هنا
جاءت هذه الدراسة بهدف مقارنة أداء مركز التميز في التعلم والتعليم في جامعة الملك سعود مع أداء مراكز التعلم والتعليم في أبرز عشر جامعات مرجعية (اكسفورد، كامبردج، هارفرد، ستانفورد، كاليفورنيا للتقنية، ماساتشوستس، برينستون، ييل، شيكاغو، كاليفورنيا بيركلي)، ولتحقيق ذلك الهدف قامت الدراسة بتحديد أبرز مواصفات أداء مراكز التعلم والتعليم وتحليل أنشطتها وبرامجها وخدماتها في الجامعات المرجعية من خلال ما هو منشور في مواقعها الإلكترونية، ثم بعد ذلك أُجريت المقارنة بين أداء مركز التميز في التعلم والتعليم في جامعة الملك سعود وأداء مراكز تلك الجامعات المرجعية. وطلباً للموضوعية فقد شكلت إدارة المركز فريقاً من غير أعضائها لإعداد الدراسة في صورتها الأولية ثم قامت إدارة المركز بإعداد النسخة النهائية للدراسة - 61 صفحة - بإضافة عدد من البيانات والاستنتاجات والإجراءات التي يجري العمل عليها استجابة للتوصيات.
استخلصت الدراسة عدداً من المواصفات التي اتسمت بها المراكز في الجامعات المرجعية؛ ومن أبرزها: (1) تنوع الخدمات والبرامج فهناك برامج قصيرة المدى كالتدريب وورش العمل واللقاءات القصيرة، وهناك برامج طويلة المدى مثل المنح والزمالة في التدريس الجامعي، بالإضافة إلى برامج بمسميات متنوعة في تقديم استشارات تعليمية. ومن المواصفات كذلك (2) تنوع فئات المستفيدين حيث شملت خدمات المراكز أعضاء هيئة تدريس وطلاب الدراسات العليا والأقسام الأكاديمية، بالإضافة إلى ذلك تميزت تلك المراكز (3) بجاذبية مواقعها الإلكترونية ومرونتها في عرض المحتوى والخدمات والأنشطة. كما اتسمت (4) بوفرة كوادرها البشرية ومواردها غير البشرية ووضوح ذلك على مواقعها الالكترونية كالقائمين على المراكز من مختصين ومستشارين وكذلك عرض المعامل والقاعات والتجهيزات التي تضمها المراكز.
وبمقارنة تلك المواصفات مع مركز التميز في التعلم والتعليم في جامعة الملك سعود فيتبين وجود أوجه تشابه واختلاف مع المراكز في الجامعات المرجعية، ويتمثل ذلك فيما يلي: (1) يشابه مركز التميز في التعلم والتعليم في الجامعة مراكز الجامعات المرجعية في أنه يتضمن نفس البرامج طويلة المدى؛ بينما يختلف عنها في أنه لا يتضمن البرامج قصيرة المدى باعتبار أن عمادة تطوير المهارات تختص بهذه البرامج. (2) كما يشابه المركز بالجامعة مراكز الجامعات المرجعية في أنه يقدّم خدماته لأعضاء هيئة التدريس؛ بينما يختلف عنها في أن خدماته وبرامجه لا تشمل طلاب الدراسات العليا والأقسام الأكاديمية لأنها من اختصاص جهات أخرى كعمادة الدراسات العليا وعمادة التطوير والجودة. كما (3) يشابه المركز بالجامعة المراكز في الجامعات المرجعية في الموارد البشرية من حيث الخبراء والمستشارون حيث استعان المركز بعدد كبير يفوق عددهم المائة من المستشارين والخبراء في الجامعة لتنفيذ برامجه وأنشطته؛ بينما يختلف عنها في محدودية المنتسبين المتفرغين للمركز وفقاً لسياسة الجامعة وكذلك يختلف عنها في محدودية الموارد غير البشرية من حيث المرافق والمعامل والتجهيزات. (4) كذلك يشابه المركز بالجامعة مراكز الجامعات المرجعية في الموقع الإلكتروني من حيث توفر وتنوع المحتوى العلمي؛ لكن نظراً للقوالب الموحدة لمواقع الجامعة فإن ذلك يقلل من مرونة تصميم الموقع الإلكتروني للمركز ويقلل جاذبيته بشكل واضح بالمقارنة مع جاذبية مواقع المراكز في الجامعات المرجعية.
من جانب آخر فقد تفرد مركز التميز في التعلم والتعليم بجامعة الملك سعود بأنه يقدّم خدمات استشارية للجامعة، إذ قام بإعداد بعض السياسات التعليمية ومنها الخطة الاستراتيجية للجامعة للتعلم والتعليم وسياسة تقويم تعلم الطلاب وشارك في إعداد بعض السياسات واللوائح ذات العلاقة بالعملية التعليمية كما قام بدراسات تقويمية لبرامج أكاديمية كالسنة التحضيرية وغير ذلك. وهو بذلك يمثل بيت خبرة للجامعة في مجال التعلم والتعليم. كما أن المركز خلال مسيرته حقق عدداً من المكتسبات من أبرزها: تحقيق مكانة في تطوير التعليم الجامعي تمثلت فيما يسند إليه من مهام ومشروعات في الجامعة وكذلك في تواصل الجامعات السعودية مع المركز لطلب الاستشارات وطلب الاستفادة من وثائق البرامج والمشاريع والدراسات. وكذلك حصول أحد برامجه على جائزة خليفة التربوية على مستوى الوطن العربي للمشروعات التربوية المبتكرة.
وبناء على النتائج العامة والتفصيلية تقدم الدراسة توصيات تعتبر فرصاً لتطوير المركز وتحسين جودة الأداء تطلعاً لتحقيق رؤيته ليصبح أنموذجاً ريادياً في تطوير التعليم الجامعي، وصولاً لمصاف المراكز الريادية عالمياً. وتتمثل أبرز التوصيات فيما يلي:
1- المحافظة على أداء المركز وبرامجه وأنشطته الحالية والاستمرار في تقديمها للمستفيدين أسوة بوجود مثل تلك البرامج في كافة الجامعات العالمية وخاصة الجامعات المرجعية. وتعزيز تلك البرامج ليمثل بيت خبرة للجامعات في مجال تطوير التدريس الجامعي.
2- تعزيز دور المركز فيما تفرد به على المراكز في الجامعات المرجعية من تقديم خدماته الاستشارية للجامعة، مع إمكانية النظر في تعديل اسم المركز ليعكس تلك الخدمات والتي تمثل حجماً كبيراً من أعمال وجهود المركز.
3- دراسة إمكانية التوسع في تقديم الخدمات والبرامج وتنوعها لتشمل طلاب الدراسات العليا، وكذلك لتشمل الأقسام والبرامج الأكاديمية. وإمكانية إقامة فعاليات ولقاءات دائمة وثابتة ودورية بشكل سنوي أو فصلي.
4- دعم المركز بمزيد من الكوادر البشرية المميزة بما يتوافق مع التوسع المطلوب لأنشطة المركز. وكذلك دعم مقر المركز بتجهيزات تخدم المستفيدين بشكل دائم.
5- مراجعة أهداف المركز وتطويرها بما يعكس ويلبي احتياج الفترة الحالية التي تعيشها الجامعة ورؤيتها المستقبلية.
6- تطوير الموقع الإلكتروني وإعادة هيكلته ليعكس حجم الجهود التي يقوم بها المركز وإبرازها، وليساعد المستفيدين على الاطلاع على المحتوى بيسر وسهولة وجاذبية.
7- إيجاد سبل لتفعيل استفادة أعضاء هيئة التدريس من مصادر المركز الإلكترونية الإثرائية المتنوعة والموضحة على الموقع لكافة أعضاء هيئة التدريس في مجال التعلم والتعليم.
8- استمرار العناية بآراء المستفيدين وقياسها والاستفادة من تغذيتهم الراجعة في كافة برامج المركز وأنشطته.
إدارة مركز التميز في التعلم والتعليم