الممارسات التعليمية المتميزة في مرحلة البكالوريوس
وقفت سبع مبادئ للممارسات التعليمية المتميزة لمرحلة البكالوريوس في وجه الزمن، تم اعدادها من قِبَل شكرينق وجامسون حيث نُشرت في عام 1987 م، و ضاهت العديد من الممارسات عالية التأثير المُعلنة حالياً ضمن نتائج استبانة اندماج الطالب في العملية التعليمية. إن عمل شكرينق وجامسون قام بتقسيم نتائج بحث أُجري على تجربة طلاب البكالوريوس إلى سبع مباديء توجيهية منذ عقود. يمكن الاستعانة بهذه المباديء لتشكيل تطور المقرر وطرق التدريس.
الحث على تقوية التواصل بين أعضاء هيئة التدريس والطلاب:
إن التواصل الدائم ما بين الطالب – وعضو هيئة التدريس خارج وداخل القاعة الدراسية يُعد أهم العناصر في عملية تحفيز ودعم الطالب. فاهتمام عضو هيئة التدريس يساعد الطالب في التغلب على اللحظات الصعبة ومواصلة الأعمال الدراسية. حيث أن معرفة بعض أعضاء هيئة التدريس من شأنه تدعيم الإلتزام الفكري لدى الطلاب وتشجيعهم على التفكير بقيمهم ومشاريعهم المستقبلية.
تنمية التبادل والتعاون بين الطلاب:
يتنامى التعلم إذا ما كان جهداً جماعياً أكثر من كونه سباقاً فردياً. فالتعلم الجيد كالعمل الجيد يتسمان بالتعاون والسمة الاجتماعية عدا عن كونهما تنافسيان ومنعزلان. يرفع العمل مع الآخرين من نسبة الدعم والمشاركة في التعلم. كما أن مشاركة أفكار الآخرين والاستجابة لردود أفعالهم يُدّعم التفكير ويُرسخ الفهم.
الحث على التعلم النشط:
لا يُعد التعلم منهجاً للتلقين والمشاهدة ولا يتعلم الطلاب بالجلوس منصتين للأساتذة فقط وحفظ الواجبات المُعّدة مسبقاً وترديد الإجابات. وإنما يتحتم عليه النقاش حول ما يتعلمونه والكتابة عنه وكذلك ربطه بتجارب مُسبقة وتطبيقه على حياتهم اليومية. فيجب عليهم أن يجعلوا ما يتعلمونه جزاءاً من ذواتهم.
تقديم التغذية الراجعة الفورية:
إن الإلمام بما تعرفه وما تجهله يدعم عملية التعلم. فالطلاب بحاجة لتغذية راجعة مناسبة تُقيم آدائهم للاستفادة من المقررات. في البداية، يحتاج الطلاب مساعدة في تقييم معرفتهم وجدارتهم التي يملكونها. أما أثناء المحاضرات الدراسية، فهم بحاجةٍ لفرص متعددة لتقديم وتلقي اقتراحات تطويرية. وخلال مراحل معينة أثناء الجامعة وعند نهايتها تتجلى حاجة الطلاب في توفير فرص لمراجعة ما قد تعلموه وماهم بحاجة لتعلمه وكيفية تقييم أنفسهم.
تأكيد أهمية الحفاظ على الوقت المحدد لإنجاز المهمة:
إن الوقت إضافة للطاقة يُعطي قيمة التعلم. فليس هناك تعويض للوقت المحدد لإنجاز المهمة. وتعلم استغلال الوقت جيداً يُعد مهماً بالنسبة للطلاب والكثير من المتخصصين. يحتاج الطلاب للمساعدة فيما يتعلق بتعلم الإدارة الفعالة للوقت. كما أن توزيع الوقت بالمنطق يعني تعلماً فعالاً للطلاب وتدريساً فعالاً كذلك بالنسبة لأعضاء هيئة التدريس. إن ما تحدده المؤسسة من توقعات الأوقات المستغرقة لانجاز المهام لكل من الطلاب وأعضاء هيئة التدريس والإداريين وباقي طاقم العمل يمكن أن يضع قاعدة الآداء العالي للجميع.
بلوغ التوقعات الكبيرة:
تقبل المزيد لتحظى بالكثير. إن التوقعات الكبيرة تُعد هامة لكل شخص – لمن اعداده يتسم بالضعف وأولئك الغير راغبين ببذل طاقاتهم وجهودهم إضافة إلى عالي الهمة والحماس. أصبح من المتنبأ به أن يكون آداء الطلاب جيداً إذا ما كان أعضاء هيئة التدريس والمؤسسات يؤمنون بتوقعات كبيرة لذواتهم ويبذلون قصارى جهدهم لتحقيق ذلك.
تقبُل اختلاف القدرات وطرق التعلم:
هناك عدة طرق للتعلم فالأشخاص يملكون قدرات ومواهب مختلفة للتعلم في الجامعة. الطلاب العباقرة في قاعة النقاش العلمي يمكن أن يكونوا ذا مستوى عادي جداً أو متدني في قاعات المعامل واستديوهات الفن. كما أن الطلاب المبدعين في التجارب العلمية ليس بالضرورة أن يصبحوا كذلك في الحصص النظرية. يحتاج الطلاب لفرص اظهار قدراتهم وفهمهم بطرقٍ تناسبهم ومن ثَم يتم تحفيزهم لتعلم طرق جديدة لا يتقنونها كثيراً ولا تعد سهلة المنال بالنسبة لإمكانياتهم.